فسار بي القطار و مرت أول خمس ساعات بهدوء و سكينة و انبساط حتى قاربت الساعة 12 مساءا و بدأ استعدادنا للنوم، فمصابيح الأضواء مضاءة و القطار يسير باهتزازاته و احساسي طفيف بحركته فوق القضبان، الناس في القطار بدأ عليها النعاس و كل منهم اخرج بطانيته و بدا يغوط في النوم، و بدأت صفارات الشخير في البدء بالترديد يقابلها صفارات أخري تصدها، و انا احاول ان اغمض عيني وسط من يستمتعون بهذة السمفونيات المتداخلة، فتزداد صدى الاصوات حولي و انظر الي أصدقائي قد وضعوا كمامات على عيونهم، و غرقوا في النوم، و حاولت تجريب الكمامة وجدها تخنق رأسي بخيطها، فأحضرت الشال فوق وجهي و اغمضت عيني و تخيلت سريري الوثير و مخدتي و الظلمة حولي و ذهبت في نوم عمييييق.
و استيقظت و مازال ظلام دامس عبر النافذة، و القطار يسير في طريقه،و مرة أخرى يضيع النوم، و اصاب بالملل، ولا اعرف ماذا أفعل غير اني اغمض عيني و استسلم للغفوة لعل النوم يأتي، حتى حان الفجر فسمعت الآذان، و توقف القطار فجاء في ظنى ربمايذهب سائق القطار للصلاة او يود الراحة لبضع دقائق، و لكن لا جدوى من تفكيري هل انام ام اقرا ام استعين ببعض الاذكار لعل الوقت يمضي،و انا في حالة بين الغفوة و النعاس فأنام، و يمضي وقت الفجر و يأتي النهار و انتظرالوصول لنقطة النهاية و كأنها ترفض المجىء.
و طال الانتظار، و انظر عبر النافذة فأجد النهر رائق جميل هادي و يحيطة الزرع الاخضر النامي يحتضنه، و تتناغم الوانه مع لون زرقة السماء، و تتبعثر الطيور في حلقات متناغمة حول هذة اللوحة، و لكن القطار يركض سريعا فلا الحق تأمل هذة الطبيعة ... ولا انا اصل الي محطتي الأخيرة فاستسلم لمقعدي و نافذتي و لا انتظر بل اترك عيني تتأمل و تغفو لعلي ازداد صبرا و حلما.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة