من وراء الستار!!!!!
عبر الأزمان تختلف الصراعات والحروب وتختلف أسلحتها، ولهذا سيواجه شباب هذا الجيل صراعهم في هذه الحرب بأسلحة فكرية موجهة إليهم تعمل على تشويش وأغتصاب فكرهم وعقولهم. فنجد أن خصمنا العنيد يدرس جيدا جوانب المعركة،في حين أننا لا نعلم فيما يفكر أو بمعني أخر نساعده بالجهل وعدم الإدراك لتحقيق هدفه بصورة أسرع وأبسط، فنحن أمام خطة ممنهجة ومدروسة الجوانب ، حتى أنتهى المشهد بهذا الحال الذي أصبح عليه شبابنا . وأنطلقنا نبحث عن أسباب هذه الحرب والأهداف المتحققة منها ، والطرق والأساليب المستخدمة ببراعة وإتقان لانتصار جبهة على أخرى. فكانت البداية هي «الأسرة» فهي حجر الأساس الأول في بناء المجتمع ، وخط الدفاع القوي لمواجهة أي تعديات ، وعند زعزعة تماسك وترابط الأسرة يكون العدو قد حقق الخطوة الأولي للوصول لواجهته. فتشتت الأسرة يبدأ من إنشغال رب الأسرة في السعي وراء لقمة العيش ، وكسب الرزق لتوفير حياة كريمة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة، التي تستنفذ كل طاقاته خارج المنزل، مما يجعل الأم هي الأخرى تسعي للعمل للمساعدة في تخفيف هذه الأعباء، ويخرج الوالدين للعمل وترك الأبناء دون الرعاية الكافية ، ومن هنا يدق ناقوس الخطر فتصبح المقاهي هي الملجأ الذي يلجأ إليه الشباب، أو يصبح التصفح والتواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعي هو الملاذ والحضن الذي يرتمي في حضنه الشباب، ومن هنا تكون الثغرة التي يتسلل من خلالها العدو للهيمنة والسيطرة بكل قوته، بداية من «اللغة» التي يتواصل بها الشباب للتواصل مع أقرانهم ،والاستغناء عن اللغة العربية واستبدالها بلغة «الفرنكو» في محاولة لطمث أصول لغتنا العربية لغة القرآن الكريم،مرورا بالتشكيك في مصداقية علماء الدين، نهاية بزعزعة العقيدة الدينية التي قد تصل في بعض الحالات إلي «الإلحاد». ليجد الشاب نفسه غريقا وسط بحور الشك ، سجين لتلك الأفكار بدون الأسلحة الكافية لردع هذا الطوفان الغائر والعدوان الغشيم. فليس لديه أسرة تحميه وتدعمه وتحتويه ، ولا أساس ديني قوي وركائز دينية داعمة يستند عليها ، ولا علم متطور يواجه به هذا الاسطول من التحديات التي تواجه. فقد أصبحنا كالعرائس الخشبية يحركها العدو كيفما يشاء ؟؟؟ ، وفي النهاية علينا أن ندرك أن أسحلة الحرب في زماننا لا تتمثل في الصواريخ والدبابات ، ولكن بكل بساطة أصبح
<<الاحتلال فكري>>
. فعلينا أن نستعد جيدا لهذه الحرب وإنقاذ ما تبقى من هويتنا ولا نفعل ما يسعى أعداءنا لتحقيقه، حتى يفشلوا في احتلالنا فكريا كما فشلوا عسكريا ......