لأن الحكومة لم تدع له من الواقع شيء أصبح يؤمن بالغيبيات من سحر وحسد وعين، كفر بما أُنزل على وزارة الصحة بكوادرها وأجهزتها ومستشفياتها وتوفيق ربيعها، ووحد عجوزاً تمارس هواية العلاج بالكي تتخذ من بيت شعبي آيل للسقوط سكناً ومقرا لعملها بالقرب من قرية لا تنتمي لأي منطقة إدارية من المناطق الثلاثة عشر ( رقم الشؤم لدى الأمريكان ربما لذلك هي عصية عليهم )، يحتاج ليوم ونصف للوصول إلى تلك المرأة وسيارة ذات دفع رباعي وزاد وإسعافات أولية، وتبقى تلك المشقة كلمسة دبوس مقارنة بلمسة ميسم تلك العجوز الذي يرقد في النار منذ عشرات السنين بإنتظار المرضى، من يعاني من "كحة" مزمنة "كوته" عند اصبع رجله ومن كان يشعر بألم في الركبة "كوته" من رقبته ومن يعاني من إكتئاب "كوته" في ..... وهكذا دواليك، هذا في الحالات الصعبة اما في الحالات العادية فإمام المسجد يفي بالعلاج، خلط عجيب غريب لديه ما بين الأمراض الجسدية والنفسية، ولا تفكر سيدي أو تربط هذا بالطب الصيني فليس له علاقة بهذه الخزعبلات.
في إحدى المرات تسببت العجوز بالعمى لأحد المرضى اشتكى للشرطه وألقوا القبض عليها، لم تكن تملك "دفتر عائلة" أو ما يثبت هويتها فقد توفي زوجها منذ ثلاثين سنة وفقدت معه "دفتر العائلة" وهي تُعرف بأسم أم نوره بين أقاربها وبأسم أم مطلق في القرى المجاورة وبأسم "العجوز" لدى بقية مناطق المملكة، ولم يرى أحد وجهها منذ بداية الصحوة رجلاً كان أو امرأة فقد اختفى خلف البرقع، وقد إحترقت أصابعها مراتٍ عديدة بفعل الميسم فلم يعد لديها بصمات، فوجدت الشرطة نفسها أمام شخص مُبهم فكان ردهم للضرير: مالك قبيل!