سألها على حين غرة : '' أتقرأين ؟؟ '' . اعتلتها الدهشة , لم تكن تتوقع أن تقابل في حياتها رجلا يهتم بالقراءة . أجابته في محاولة منها لمراوغته : '' و ماذا يهمك إن كنت أقرأ أم لا ؟؟ '' . أخذ رشفة من القهوة التي أمامه بهدوء صاخب ثم أجاب و هو يدقق النظر في عينيها :'' يهمني أن أضمن عدم ضياع وقتي مع شخص لا فائدة في كلامه .." . أجابت بعد أن أحست أنه يهينها :" و هل الفائدة في الكتب فقط ؟؟ " . فأجاب على مهل كعادته : " و هل في ذلك شك ؟ " . أرادت تحديه فقالت : " لكنني أفضل استقاء الفائدة من الحياة على أن ألتقطها من الكتب , أحب العيش من دروسي .. " . تبسم ابتسامة على مشارف خريف و قال بـتأن : " يسعدني يا سيدتي أن أعلمك أن خوض الحياة عن جهل لهو الخطأ بأم عينيه , فكاذب هو الذي يدعي سطوته على الحياة بينها هو لم يطلع على دستورها .. " . تملكها القليل من الغيض لكنها تمالكت نفسها و قالت بهدوء : " و هل دستور الحياة كتاب ؟ .. " . أجاب : " أكييد .. " . أضافت لتنهي المبارزة : " فإذا يسعدني يا سيدي أن أخبرك أنني أقرأ و أقرأ بقدر عمري .. " . ابتسم و كأنه قد وجد الإجابة التي كان ينتظرها و قال : " إذا لنقل أنني أأذن لك ببدء الحديث معي الآن فقط .. " . أدهشها كبرياؤه الشاهق و قالت : " ألم نكن نتحدث ؟؟ " . أجاب بعد رشفة قهوة طويلة صامتة : " لا لم نكن نفعل , و إن كنت تعتبرين ذلك حديثا فاسمحي لي أن أخبرك كم أنت سيئة في قراءاتك . " . غضبت كثيرا و قالت : " ماقدر كبريائك ؟؟ ". أجاب بهدوء أرستقراطي : " بقدر ما قرأت .. " . " وما قدر ما قرأت ؟؟ " . " بقدر السنين التي لن أعيشها " ....
رفعت الجلسة . إلى حديث آخر قريب .