ابن حزم...شاعر الحب في الأندلس
نشر في 14 نونبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 25 يناير 2019 .
حين نطرق أبواب الشعر والأدب في الأندلس تفتح لنا باب شاهقة بعظمتها ، قد طرقها الأئمةو الشعراء والأدباء والعلماء والعشاق والمفكرون و اللغويون والفلاسفة بغرض التعمق في خباياها التي لم يكررها الزمن ...
فكل من مر بتاريخ الأندلس استوقفه عالمنا وشاعرنا " ابن حزم الأندلسي" ومؤلفاته .
هو ابو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم
ولد بقرطبة و عرف بدهائه ونبوغيته في العلم كما عرف بحدة لسانه في مناظراته وكان ذالك سببا لنفيه خارج قرطبة ،وإحرق كتبه فكان الحادث سبب هلاكه وموته في المنفى .
ومما جاء في كتاب "التلخيص لوجوه التخليص" أنه قال حين أحرق له المعتضد بن عباد مكتبته :
فإن تحرقو القرطاس لاتحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رق وكاغد،
وقولو بعلم كي يرى الناس من يدري
وإلا فعودوا في المكاتب بدأة
فكم دون ماتبغون لله ستر
ومن مؤلفاته التي انتشرت فغدت اليوم منهجا في حديث المحدثين عن الحب وهو " طوق الحمامة في الألفة والألاف"وقد ألفه ابن حزم وهو في الخامسة والعشرين من عمره ويعتبر جامعا لأبواب الحب بأكملها ،ملما بجوانب النفس الفاضلة ،وقد استلهم القارئين العرب والأوروبين فترجم لعدة لغات .
يقول ابن حزم عن حقيقة الحب في طوق الحمامة:
"الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعانات"
ولربما كان هذا أعمق وصف لمعنى الحب الذي لم يدرك عند غيره.
ويقول في شعره عن معانات الحب في باب "الوصل "
وددت بأن القلب شق بمدية
وادخلت فيه ثم أطبق في صدري
فأصبحت فيه لا تحلين غيره
إلى مقتضى يوم القيامة والحشر
تعيشين فيه ما حييت فإن أمت
سكنت شغاف القلب في ظلم القبر
سقطت الأندلس لكن الأدب والشعر الذي انتشر منها ظل قائما و بلغ أقطاب الأرض، وإنما الأمم تعلو بالعلم وتمتد للخلود بالكتب التي ترك أصحابها..