حروف من نور مكتوب بها اسماً قد يكون اخر مره يُكتب فيها .استوقفتنى كثيرا ً اللافته الحزينه المعلقه علي باب صوان العزاء .لم أستطع ان ازيح نظرى عنها ،فهناك فيضان من التساؤلات بداخلى .لقد كانت هذه اللافته هى اكثر مشهد محزن رأيته في العزاء اكثر من البكاء الصامت الذى يملىء المكان.
اكثر شىء محزن في الموت هو أن يتلاشى وجودك و تصبح بلا أثر. ستكون هذه اخر مره يكتب فيها اسمها علناً سوف يعيش اسمها محفوراً فى الذكريات و لكن هذه اللافته هي اعلان للحياه و الموت معاً.عندما تنطفىء هذه اللافته و ينصرف كل الأحباب سوف يبدأ هذا الاسم في رحلته الجديده في الذكريات .ستكون هذه اخر مره يرى فيها هذا الاسم النور علناً فحياته القادمه سريه مغلقه. فحياتها السابقه اصبحت الان ذكريات في حياه احبابها .
فنحن من نحدد كيف سنعيش في ذكريات أحبابنا .هل سنكون ذكريات سعيده ام حزينه .نحن من نحدد اذا كانوا سيتذكروننا بحب ام بكره .أنت من يقرر اذا كنت ستعيش حياه قادمه او ستموت للأبد .أنت من يقرر أن يظل باب الذكريات مفتوح او سيغلق للأبد .و هنا انا ذكرت "أحبابنا" لأن المحظوظين فقط هم من يكون لهم أحباب يعيشوا في ذكرياتهم . فأصعب شيء ان تموت في ذكريات احبابك أو ألا يكون لك أحباب من الأصل .هنا فقط تموت مرتين .فسوف ينتهي اسمك بمجرد ان تنطفىء هذه اللافته التى تحمل اسمك.هنا فقط سوف ينتهي اسمك من الوجود .