هل يتوحد الصف الاسلامي بعد قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس ؟
نشر في 09 ديسمبر 2017 .
يبدوا أخيرا أن قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، قد اجج غضب المسلمين جميعا ووحدهم تجاه قظيتهم الأولى باختلاف انتماءاتهم السياسية و الطائفية و العرقية، و ايقظ الظمير الإنساني تجاه حق مسلوب في زمن المتاجرة بحقوق الإنسان . فرغم المحاولاث الحثيثة الثي شاهدتها الساحة العربية في السنوات الاخيرة لانتزاع هذه القضية من الظمير المسلم و الانساني بشكل عام ، عن طريق تحويل الصراع الى صراعات مذهبية تزيد من حالة الهوان و الرضوخ و تقوي مواقف المحتل الإسرائلي أمام العالم .
إن قظايا الحق و العدل كقظية فلسطين هي الأجدر فقط بأن توحد كلمة المسلمين و الظمير الانساني، و بان تبعد الشبهات المظللة حول من المعتدي ومن المعتدى عليه . فعدالة هذه القظية لن تحجبها فبركات إعلامية او تحشيدات طائفية و حزبية ، و أكبر دليل هو مواقف الشرفاء من شتى الطوائف و الانتماءات والتي عبرت عن ذات الموقف المشرف من العدوان الترامبي على عاصمة فلسطين الابدية .
ان اكبر تحدي على شعوب و حكومات المنطقة ان تتجاوزه هو تقليص حدة الصراع السني الشيعي و توجيه هذا الكم من الجهد تجاه قضايانا العادلة فكما توحدت مواقفنا من فلسطين اليوم على المستوى الرسمي والاعلامي والشعبي، يجب أن تكون كذلك على مستوى المصالحة و الحوار بين الاقطاب الاقليمية المتصارعة .فلا يعقل ان ننتج مبادرات سلام تجاه المحتل الصهيوني في الوقت الذي نعجز فيه على تقبل بعضنا البعض .
لقد قدم لنا ترامب فرصة ثمينة و ملغمة في نفس الوقت، وهو بلا شك يعول على ماتعودوه منا من سوء استغلال الفرص ، فإما أن نترك قرار ترامب يمر مرور الكرام و نعود الى الصراعات البينية المستنزفة لأموالنا و دمائنا و ما تبقى من كرامتنا ، و تكون المحصلة ضياع مقدساتنا وفلسطيننا الحبيبة ، و إما أن نوحد جهودنا و إمكانياتنا الكبيرة و المتنوعة تجاه قضيتنا المركزية فنربح احترام العالم .
عبدالرزاق بهميدن
-
عبدالرزاق بهميدنمجاز في التاريخ و اطمح الى توسيع مداركي في الثقافة و العلوم .