لايمكننا إنكار أن الحديث عن دور الفلسفة في تأهيل المجتمع،يلزمنا أن نعرف مفهومين بارزين هما ،الفلسفة والمجتمع،فاﻷول تفكير عقلي منظم يتأسس على محاولة إبجاد أجوبة نسبية لإشكالات مفتوحة عديدة،ونقد مواضيع لاحدود لمجالاتها،في حين ان الثاني مشتق من كلمة اجتماعي،بمعنى تكتل مجموعة من الأفراد في إطار دولة أو قبيلة ما،وينتج عن ذلك التكتل قيام نظام تفاوتي بين أطياف المجتمع على كافة الأصعدة.
إن تأملنا لتعاريف المفاهيم السابقة يجعلنا نقر بإمكانية إحداث،بل وجود علاقة تأثيرية وتأثرية ،إذ تجدرالإشارة هنا إلى أن قولنا بوجود مجتمع فيلسوف،بحتم إقرارنا بحكمته وتنظيمه المحكم ،فسعي أفراده نحو الحكمة ومحبتهم لها،يجنب قيام أي منهم بالتعدي على حقوق نفسه بإقحامها في العادات السيئة والبذيئة،أو المساس بحرية الأخرين،المجتمع الفيلسوف هومجتمع بمنئ عن العدالة والقوانين،عن الضحايا والجانين.
هذا فضلا عن أن الفلسفة عبارة عن نسق أخلاقي ،غالبا مايكون حميدا،فمثلا إن قيمة الفضيلة التي وضعها أرسطو تشكل مصباحا مضيئا للمجتمعات عامة بغية تمييز الصحيح عن الخطأ،علاوة عن اهتمام المجتمع بفلسفة العلوم عوض فلسفة الخرافات والشائعات،أذ يقطع مع كل ماليس عقليا منطقيا محضا مع تجاوز الحدود الدينية العقائدية والإيديولوجية بصفة عامة.
وختاما،فإن للفلسفة دور بناء في تشييد مجتمع الفضيلة،مجتمع المعرفة،فالأمة التي لاتتفلسف،يشيع عنها أنها فاقدة القيمة والشرف الفكريين,وتقي نفسها خراب العمران عبر اقتفاء اثار حكم ابن خلدون.