نحن اليسراويين ..أين موقعنا في مجتمع الأيامن ؟!
نشر في 29 أبريل 2020 وآخر تعديل بتاريخ 29 ماي 2020 .
لا أعني باليسراويين من يتخد الحزب اليساري شعارا له .. انما أقصد من يستعملون و يكتبون بيدهم اليسرى مثلي أنا ..
لا بد أنك قابلت يوما ما شخصا يكتب بيده اليسرى , فتعجبت من قدرته على ذلك و تساءلت عن كونه معاكسا لكون أنه يستطيع الكتابة بيده اليسرى و أنت تكتب باليمنى..! .
أصبحنا نعيش في مجتمع طغى عليه كم الذين يكتبون باليدي اليمنى , و أصبحت الأغليبة تعتقد خطأً أن هذا هو الوضع الأسلم و الأمثل ..
يجعلون الأعسر عرضة للنقد و التوبيخ و استغراب الآخرين منه , مما يجعله يقع في حيرة و بلبلة فقط لاستخدام يسراه بشكل أساسي , و هذا خارج عن المألوف لدى الأغلبية.
لكن القضية هنا تخرج عن مجرد استخدام اليد اليسرى , و تكبر لتصبح لدى البعض الأطفال الصغار أمراً نفسياً يؤثر في مسيرة سلوكهم و يعزز لدى البعض العصبية و السلوك العنيف و العناد ممن لا تتقبل شخصياتهم الضغط والإكراه .
نجد معظم الأباء ينزعجون من استخدام طفلهم يده اليسرى و يحاولون جاهدين تعويده على استخدام اليمنى , نظرا إلى المقولات الشعبية التى ترى أن استعمال اليد اليمنى فيه بركة !! . من دون إدراك منهم أن الأمر خارج نطاق إرادته و أنه طبيعة و تركيبة بيولوجية بالدرجة الأولى , خلقه الله عليها و لا ضرر أبدا عليه .
إلى حد يجعل بعض الأهل يمارسون سلوكا تعنيفيا كالضرب و الإهانة و ربط اليد اليسرى خلف ظهر الطفل ليجبرونه على استخدام اليمنى, و يقولون له أن الشيطان يأكل و يستعمل يده اليسرى .
فمثلا انا مازلت اتذكر جيدا و كأنها البارحة, والدي لم تكن لديه مشكلة أن أكتب بيدي اليسرى , لكن كان دائما يحاول إقناعي باستخدام يدي اليمنى في الأكل . كان حريصا أن أتعود على الأكل بها .إلا أنني في بعض الأحيان كنت أغافله و آكل بيدي الشمال لا إراديا حتى أجد نفسي أستعملها . فوجدت نفسي مضطرة دائما قبل أن نجتمع حول مائدة الطعام أن أذهب عند أمي و أطلب منها أن تضع لي عقيقا على يدي اليمنى كي أتذكر الأكل بها .
قد ينجح الطفل نتيجة لتلك الضغوط في الأكل بيمناه و لكن لن يستطيع استعمالها في الكتابة مثلما يستعمل يسراه مهما كانت وسائل الإقناع ..أحيانا يبدو خطه شبيها ب : «خربشة الدجاج» كما نقول بالعامية إن استعملها ٫ لأنه غير مهيأ وظيفيا أو تشريحيا لاستخدام الناحية اليمنى .
ليس من العدل إطلاقا القول أن الشخص الأشول يستعمل اليد الخطأ . يجب احترام تركيبته البيولوجية و لا سبب لمنعه من أيكون أعسر .
و هذا الخوف من أن يكون الطفل اعسر مرده إلى المفاهيم الإجتماعية الخاطئة التي تقول إن استعمال اليد اليسرى غير مستحب , أو أنه يؤثر في صحة القلب و هذا لا أساس له من الصحة على المستوى الطبي .
من المؤسف حقا أنه رغم احتضان المجتمع لحاملي هذه الصفة في القرن الحادي و العشرين إلا أنه لم يتكيف بعد مع متطلباتهم فجميع المرافق و التجهيزات التي نستعملها في حياتنا اليومية مصممة لليمن . و قد يستغرب من لا يميل للا عتماد على يده اليسرى من الصعاب التي يواجهها الأعسر للتفاعل الحياتي , و لكن دخول متجر خاص كفيل بوضع النقاط على الحروف لما يحويه من أبسط الأدوات الضرورية كالمقصات و السكاكين و الساعات , كما و فأرة الحاسوب و أدوات فتح المعلبات الخ ....
أنا شخصيا وجدت إشكالا في الجامعة التي كنت أدرس بها ..كنت أجد مقاعد فقط لأصحاب اليد اليمنى ..كنت احيانا أجلس على مقعد و أكتب على المقعد المجاور ...
دائما أتساءل لماذا الغرب يرى هذه الفئة ظاهرة من ظواهر النبوغ و الذكاء و النباهة و العبقرية .. فصنعوا لهم جمعية للحفاظ على حقوقهم و الدفاع عن طبيعتهم تحت مسى " جمعية العسر العالمية" تحتويهم كل يوم 13 من اغسطس . استطاعت أن ترغم المصانع على تصنيع مئات الأدوات و المعدات الخاصة بالعسر .بينما لدينا يرونها شيئا خارجا عن المألوف . يصابون بالإستغراب عندما تلمح أعينهم شخص يكتب و يستعمل يده اليسرى.
أخيرا للإشارة بالرغم من أن مستعملي اليد اليسرى يشكلون أقلية بشكل عام مقارنة بيميني اليد في أي مجتمع لا تتجاوز العشرة بالمائة إلا أنهم يشكلون تقريبا 50 في المائة من عدد المشاهير : الصحابي الجليل عمر بن الخطاب , نابليون بونابارت , ادولف هلتر, مهاتما غاندي , البرت آينشتاين , اسحاق نيوتن , باراك اوباما و لاعب كرة القدم الاشهر ميسي .الخ ....
Fin de la discussion
Écrivez un message...
التعليقات
أحسنت دفاعا عن نفسك و عن هذه الفئة المميزة و العبقرية و التي هي في الأصل لا تحتاج لدفاع بقدر ما تحتاج لتحفيز و تشجيع و حفظ لحقوق الذكاء من الانتهاك .
تقبلي تحياتي .