قبل قرن من الزمن مضاف إليه عشرة أعوام لم يتوقع السيد مراد أن أبنه الذي إلتمع في عينيه بريق الحياة لأول مرة تحديدا في اليوم الأول من شهر سبتمبر عام 1927
, أنه سيُهدي في أحد أعياد ميلاده الأقسي ظرفاً و مكاناً أغنية يذاع سيطها حتي بعد وفاة إبنه بما يقارب الأربعون عام , بل أجزم أن أم الرضيع لم تتوقع أن أبنها (زكي) سيُهدي بها و هو سجين في سجن الواحات ! .
مر علي يوم مولدك خمسة و ثلاثون عاما يا زكي ـ تري هل هناك من يتذكرني الآن ؟! و يتذكر يوم مولدي - .
بعد صدور الأوامر بتكدير المساجين الشيوعين في سجن الواحات يوم 1 سبتمبر و علي عادة فؤاد حداد (والد الشعراء) أن ينعش الحياة دائما بطريقته الخاصة , أصدر فرمانا للحرية بأن تعبر قضبان السجن الهزيلة و المهترئة , و أتفق مع الملحن العظيم أحمد منيب بأن يلحن له قصيدة (الليلة يا سمرا) لكي يهديها لزكي في عيد ميلاده علي أن يُتمم المؤامرة الجميلة الصوت العذب للسجين أحمد حمام ليصنعوا بذلك أكبر و أعظم حفل عيد ميلاد لزكي مراد الشاعر و المترجم و السياسي السجين أنذاك و يجعلوني أستمع لهذه الأغنية و أستمتع بها......فشكرا للعم فؤاد حداد و شركاء الجُرم المحمود .
الليلة يا سمرا . . يا سمارا
الليلة يا سمرا
——————————-
لا أنا كنت بره و لا مهاجر
أنا اللي جايلك من باكر
قلبي ولا البحر الهادر
عيني و لا الجمرة الليلة
الليلة . . الليلة . . الليلة يا سمرا يا سمارا . . الليلة يا سمرا
خلى الندى من أحلامك
يسقى النبات من أيامك
حطي اللي خلفك قدامك
تلقى البلد عامرة الليلة
الليلة . . الليلة. . الليلة يا سمرا يا سمارا . . الليلة يا سمرا
الليل يصبح ويمسي
وتفكريني و تمسي
شميت هواك لقيت نفسي
يا طيبة وصابرة الليلة
الليلة . . الليلة . . الليلة يا سمرا يا سمارا . . الليلة يا سمرا