نظر نحو الأرض الجرداء وصرخ : "فليكن النبات!"
وصُبِغتْ الأرضُ باللون الأخضر.
وإذ بالأشجار تكون. والحشائش والأعشاب ، والسافانا والسهول ، والغابات والسنابل.
" جميلة لكن ينقصها شيء".
عاد وصرخ : " ليكن الورد!"
وكان الورد.
الأبيض والأحمر ، والأصفر والوردي ، والبرتقالي والأزرق والبنفسجي.
ألوان جميلة لا تخطر في بال.
نظر إلى لوحته الجديدة وقال : "أجمل ولكن ، حبذا لو رآها أحد غيري. لو شاركني آخر بها فرحتي"
قدرة إلوكيم لغير محدودة :
"فليكن الإنسان!" ، صرخ بأعلى صوته.
وكان الإنسان.
بدماغه المتطور ، وقلبه الشاعري ، وعينيه التي لا تخطئان.
وانتظر إلوكيم رأي مخلوقه الجديد.
وما إن رأت عينا الإنسان هذا النبات الأخضر ، وهذه السماء الزرقاء ، وتلك الورود الملونة ، وهذا التراب البني ، وذاك الصخر الرمادي ، وهذا الليل الأسود ، وذاك القمر الأبيض ، حتى انفجرت كل أحاسيسه ، واهتزت فيالق عواطفه ، وصرخ بأعلى صوته :
" لا! لا! لم تعجبني أبداً. من هذا الرسام الفاشل؟ سأمحو اللوحة بيدي وأرسم بنفسي كل شيء".
وهكذا صارت، أيها القارىء ، لوحة التصحّر، تعبث بناظريك الآن .
وذاك صمته الكبير وُجِدَ ، منذ أن وجدتَ ، أيها الإنسان.
-
ربيع دهامأدرس مادتي الرياضيات والعلوم. أحب الكتابة والأدب الروائي . نم نشر كتابين لي: " وردة مليتا" و "أحبك فوق الكلمات".