مشكل التعريف في عرقلة الحوار.
هل مشكل التعريف يعرقل الحوار ؟
نشر في 21 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 23 ديسمبر 2018 .
مما لا شك فيه أن كل شخص منا سبق له أن اختلف مع شخص أخر على الأقل لمرة واحدة حول أبسط الأشياء وأكثرها بداهة، بل وربما يكون ذلك الاختلاف سببا في مخاصمة بين صديقين أو حتى طلاق بين زوجين بل وأبعد من ذلك انفصال الابن عن أبويه، فلماذا نتحمل كل هذا العبث ونحرم أنفسنا من لذة الصداقة وروعة الزواج وحنان الأبوين؟
للإجابة عن كل هذه التساؤلات لابد أن نعترف بأن مشكلتنا اليوم هو ان الجميع يظن انه يحمل الحقيقة كل الحقيقة وأن كل ما يقوله الأخرين ليس الا مجرد هراء وهذا يدفعنا الى غلق عقولنا وتفكيرنا امام افكار اخرى جديدة او أراء مختلفة التي قد نستفيد منها.
فهذا الاختلاف ربما قد يكون ناتج عن اختلاف في زاوية الرؤية او في تأويل المواقف التي تتدخل فيها مجموعة من العوامل أهمها المحيط الاسري والثقافة السائدة في المجتمع، ولا يمكن توضيح هذه الفكرة الا عن طريق هذا المثال الذي نعيشه بشكل يومي:
"عندما نسأل عن شروط ومعايير اختيار شريك الحياة أغلبنا يجيب بقول اريد شخص مثقف او شخص دو عقلية نقية, أكيد ان الجميع يتفق على هذه الشروط ... لكن السؤال ماذا نعني بالشخص المثقف ؟ كيف يمكننا تعريف الشخص المثقف؟ هل هو ذلك الشخص الذي يقرأ كتب الخيال العلمي؟ أو ذلك الذي أفنى عقدين من الزمن في اقسام الدراسة وفي مدرجات الجامعة؟ أو ... أكيد ان هناك عدة اجابات مختلفة ومتباينة وصحة كل اجابة تتعلق بشكل مباشر بزاوية رؤية لكل شخص، هذا يبين أننا قد نتفق على المصطلحات لكن نختلف بشكل كبير حول معناها ومغزاها."
ويعتبر هذا المشكل من أهم المعضلات التي نواجهها في مجتمعاتنا العربية والتي تعرقل الحوار بين الافراد والجماعات وتعيق التقدم والتقارب بين الشعوب.
لأن امتلاك الحقيقة المطلقة ليس الا وهم، هذا يدفعني الى أن أقول أنه يجب علينا أن ننسج علاقات المودة بيننا و نستمع للأخرين بحكمة و الانصات لهم واخد بعين الاعتبار و جهة نظرهم "و أن لا نستحي من التعلم من من هم اصغر منا" لأننا ببساطة لا نعرف من يملك الافكار التي قد توقظنا من سباتنا و تجعلنا نرى الامور و العالم من زوايا مختلفة، وهذه هي أهم سمات الأشخاص دوي العقلية المنفتحة كما نراها لدى الغربيين.
فلماذا لا نقلد الغرب في هذا السلوك النبيل ؟ هل سنستطيع يوما ما من تجاوز هذه المعضلة ؟
شكرا على مروركم ..