لا يختلف كونك تجلس واضعًا يدك على رأسك أو متكئًا ، أو حتى متدليًا رأسًا على عقب ، كل الأعمال التي نعملها بما فيها الروتينية أو نشاهدها إنما نفتح لعقولنا خيارات مزيفة ، غير واقعية ، عند حافة مسامات الجلد تقف الخلايا متفرجة ، أنت لا تستطيع عمل شيء جديد ، كل ما في الأمر أنك تجد تقديرك حافلًا في أعين الناس ، تنزل إلى السوق فيحيوك ، تذهب لمنزلك بعد الظهر فتجد الاشتياق من أطفالك ، تزور جدتك فتراها تصفق لك وتثني عليك جهودك. بدأت أرى أنه لا جدوى من اقتناء الكتب التي تتحدث عن العوالم الأخرى أو عن القرين و عن حياة ما بعد الموت ، لأن الحقيقة العميقة التي أدركها تقطع عليّ حبل أفكاري وتخيلاتي ، تجعل متعتي أثناء القراءة تتلاشى ، يحدث لي هذا بعد جلسات التأمل المطوّلة ، تفتق بالعقل وتفتحه أكثر لدرجة تحويل العواطف إلى عواطف عقلانية ، لا يصح القول أن العقلانية جزء لا يتجزأ من القسوة ، الجمود ، ماذا لو خُلقت ذكرًا ؟
أحسب أنني سأكون نسخة ثانية منيّ ، أحاول جاهدة توفير كل ما وجب حصولي عليه و لم يحصل ، أتجاهل جانب كبير من حياتي بتبرير أنني لا أريد إفساد روحي به ، ولست أتمنى لقلبي أن يشيب لأنني على يقين أنه الوقت غير المناسب لحدوثه ، على الأقل بعدما أقطع آلاف الأميال ، حتى خوفي من قيامي بفرك عيني لكي لا تتلوّث لم يعد هاجسي صراحةً ، والآن في هذه اللحظة أشعر أنّ ما أكتبه سخافة.
-
نجّلاء .أهوى الكتابة , شخصية تكتب كثيرًا وتنشر قليلًا.
التعليقات
ما تكتبه جميل ...