لا تطْلُبِ الماءَ إنَّ البحرَ يخنُقُني
أستلُّ منه كؤوساً طبعُها الغدْرُ
الملحُ يشمَتُ بي حيْنَ اللِّقاء وقدْ
أغــرَّه أنَّــه فـي دمعنـــا بــهْرُ
هَمَسْتُ يوماً لعينيَّ اصبرا أبداً
فليسَ للْموْجِ في عينِ الورى عذْرُ
الرّيْحُ توْجِعُ موجَ البحْرِ تؤْلِمُهُ
لا ذنْبَ للريْح إنْ كانت لهُ خَصْرُ
والذكْرَيــاتُ بريْئــاتٌ كذلك مـن
دمعٍ غدتْ لهُ في أحْزانِهِ جسـرُ
كلَّ انْعتاقٍ منَ الماضي يقبِّلُني
حنينُ طيفِهِ مسحوراً بهِ العمْرُ
أسْتَغْفِرُ الطَّيْفَ علَّ الآهَ تتْرُكني
لأنَّ أحزاننـا يسري بها قـهْـرُ
إنَّ الحياةَ إذا غابتْ غدَتْ كأبٍ
يـروي حكايةَ إثمٍ ماله وزْرُ
بلقيسُ طاهرةٌ واللَّهُ أخطأَ في
الحسَابِ إذ إنَّهُ لم يعطِها عذرُ
بلقيسُ نادتْ نبيَّ اللَّه يوسفَ يا
عشْقاً سرى،أنْت في ثغر الدُّنا ذكْرُ
أمَّا أنا حينَ خان الصّيْفُ أجْنِحَتي
رأيْتُ حسْنَاً خلا منْ حسْنِهِ البدْرُ
فقدْتُ تحْليقَ روحي وانْحَنى شرَفي
خسِرْتُ نفْسي وصارَ الموتُ لي سترُ
أبــاكمُ كـذبَةٌ والــلّـَهُ حـقُّ فــلا
يغرُّكــمُ في نعيْمٍ زائـلٍ عـمْرُ