رائحة الأمس(2)
وضعت عود من الميرمية على النار، حيث كانت تستمتع برائحة الميرمية وهي تحترق فكان ذلك بالنسبة إليها متعة الشتاء.
نشر في 18 نونبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 25 غشت 2019 .
وصلت "أمارلس" إلى تلك الزاوية ولم تجد شيئاً، ظنت أن تلك الرائحة من بواقي هذيان سابق.
استيقظت في الصباح الباكر متورمة العينين، ملبدة الرموش، مرتدية روباً زهرياً من الفرو، وجوارب من الصوف، ثم قامت بتشغيل مدفأة الكاز وأعدت كوباً من الشاي مع القليل من الميرمية، كما وضعت عود من الميرمية على النار، حيث كانت تستمتع برائحة الميرمية وهي تحترق، حيث كان ذلك بالنسبة إليها متعة الشتاء.
ازاحت الستارة لتراقب الشتاء من النافذة، ثم تذكرت شجارها مع صديقتها، كان السبب في هذا الشجار هو كره صديقتها للشتاء، ترى "أمارلس" بأي شخص يكره الشتاء قساوة الروح وجفاف الطيف، وانخفاض الذوق وقلة الرومنسية.
نظرت إلى المرآة وبدأت تكلم نفسها، لما أبدو كالأرملة التعيسة!، وماذا سأرى أميرة من أميرات القصص الخيالية.
بعد ساعات قليلة جاءتها رسالة الكترونية على هاتفها وكان محتواها ما يلي: (أتمنى أن الشوكلاته الداكنة قد أعجبتكِ ، هي ليست ضيافة من المقهى وإنما مني).
انتفض جسدها وتجدد عبثها الروحي، وتأكدت أن ما حصل أمس ورائحة أمس ليست بالهذيان، نعم هو صاحب رائحة القرنفل.
ما زال يراقبها من بعيد، هو القريب البعيد وهي من ظنت أنه رماها في خلايا الوتين، أي نوع من الرجال هو، يريدها ولا يريدها، يشتاق إليها وأمنيته أن تبقى بعيدة عنه، يحن قلبه عليها ويعاملها في منتهى القسوة، يقترب منها ويضع كل العراقيل بينهم... يتبع
-
سهام السايحكاتبة وروائية وباحثة