مشكلة هذا الجيل مع القراءة
سر عدم إقبال جيلنا علي القراءة ومشكلة الكتب
نشر في 21 غشت 2020 وآخر تعديل بتاريخ 22 غشت 2020 .
سأسعد بالتأكيد إذا دخلت يوماً مكتبةٍ ما ووجدت فيها مايزيد عن الخمسة فقط مع حذف العاملين بالمكتبة،سيكون موقفً فريداً من الصعب تكراره،فالقراءة اليوم تقريباً صارت عيبً يُستعر منه،ومن يقرء سيبدو غريب الأطوار في نظر الآخرين،ولا أعلم حقيقةً لما لا يقرء الناس،فمن يهوي الخوف والإثارة يقرأ أدب الرعب،ومن يهوي الغموض يقرء أدب الغموض،ومن يهوي الجرائم يقرأ أدب الجرائم،ومن يهوي الخيال يقرء أدب الخيال،ومن يهوي الفانتازيا يقرء أدب الفانتزيا،فلا مبرر لعدم القراءة،فكل ما يقدم في تلك الماكينات المسماة تلافيز يوجد في الكتب بجودة أعلي،وإن كنت تسأل عن المجهود العقلي،بالطبع هو في الكتب أعلي ولكن يقدم لك متعةً قيمة لا رخيصة،وحتي من لا يهوي كل أنواع الأدب ليقرء الشعر ويستشعر عظمته ويغترف من بحره،كما أن الكتب تحد من خطورة ما يُقدم في التلافيز والمنصات الإلكترونية عبر الهواتف،وحتي من لا يقرء من هذا الجيل لا يقرء إلا تفاهات هزلية لا تضر ولا تنفع،إلا قلة قليلة جداً،فأدب الرعب اليوم لا أقول فيه أنه حتي يفتقر للحبكة الفلسفية بل حتي إنه خالي من المعلومات العامة ويا ليت له جودة في الحبكة التي من المفترض ان تجذب القارئ،وأدب الرومانسية يمتلئ بالمشاهد الوصفية الفاحشة الدنيئة التي هدفها تهييج الغرائز،والفانتازيا نادراً ما تقدم أي فكرة أو معلومة،فهذا الجيل تلاحقه الدنية في أي فن يهرع إليه،فلا بد من ثورة فنية عارمة تُنقّي الفنون وتعيدها لمسارها الصحيح التي تستطيع أن تؤدي دورها فيه،سواء اختلف هذا الدور بيننا:كلاسيكي، أم رومانسي،أم واقعي،فقط الثورة تقوم بالأمر،فالكتب التي من المفترض أن تحرر العقل من ظلال ما يُقدمه التلفاز،وصارت هي الأخري تلفازً ولكن ورقياً،فقط الاختلاف بينهم في مشاهد القتال،فالتلفاز يُقدمها في مشهد وصفي،والكتب تكتفي بالقول بأن:فلان تعارك مع فلان وقتله،أو فلان تعارك مع فلان وفاز في العراك.
-
Zeyadالثورة في كل شيء هي الحل(كن خارجاً عن المألوف)