كلنا نعتقد ان إبليس قد نجح و اغوي "ادم" حتي جعله يآكل من الشجره المحرمه و يعصي ربه نظراً لمهارة ابليس علي تزين الفحشاء و براعته فى المكر و الخديعه دون النظر الي ان نفس ادم كانت مستعده الي قبول العرض المُغري ..

اري كثيرين يقولون انه "الفضول" هو السبب في سقوط ادم ..اي انسان لو منعته من شيء سار هذا الشئ هدفه ولا تهدأ نفسه حتي ينال منه .. من باب "أن الممنوع مرغوب" .. إذاً ليس ذلك فقط هو الامر .. و لابد ان هناك شيء ما في رأيي المتواضع اكبر من مسألة الفضول فقط.. كان الامر الإلهي واضح وصريح لأدم " كُلا انت وزوجك من الجنه حيث شئتما لكن لا تقربا هذه الشجره و إلا ستكونا من الأثمين ".. فيأتي دور "إبليس" الذي جاء إليهما متنكراًً و عرض علي أدم عرضاً مغري "هل أدلكم على شجرة الخُلد و ملك لا يبلي " ؟! .. هنا سال لعاب ادم .. كان العرض هو الخلود والأبديه .. فعلي ما يبدو ان طبيعة ادم و فطرته تحب الحياه و تكره الموت والفناء و ان اي انسان يحب ان يكون من الخالدين .. و إلا كان إبليس قد قام بعرض عرضاً اخر مثلاً.. لكن هو جاء بشيء لا يمكن ان يرفضه ادم .. اسمع شخصاً يقول : ليس بالضروره ان يكون ادم بفطرته يعشق الخلود والأبديه لكن هو نوع من انواع الاغواء او الإغراء الشيطاني.. خُدعه ماكره و سقط فيها ادم .. اقول لك هل من الممكن ان اغريك او اغويك بشئ لا تألفه و لا تشتاق إليه نفسك و تهيم فيه روحك؟! .. انت مثلاً لا تعشق الطعام هل سيأتي إبليس و يغويك بما لذ وطاب من انواعه الشهيه و المختلفه؟ .. بالطبع لا.. هل سيأتي ليغويك بالمال الكثير و انت لا يشغل بالك المكاسب و لا حب المال وجمعه؟‼.. بالطبع ايضاً لا.. بل والله اعلم هو اغراه بشيء تتوق له نفسه و تألفه بل و تميل إليه أيضاً .."حُب البقاء و الخلود و الأبديه " و..

بالفعل سقط ادم و..

_ و غوي ..

فعصي ربه .. ثم اصبح من النادمين..

الخلاصه فى رأيي لولا ان كانت نفس أدم لا تتوق الي حب البقاء و الخلود و الابديه ماكان إبليس قد عرض هذا العرض قط .. و ان إبليس قد عرض عرضه و هو يعلم تماما خلقة و تفكير ادم .. فخدعه.. و اكل ادم من الشجره المحرمه لرغبته في البقاء في الخلود والأبديه..

ليكتشف بعد ذلك حجم الفاجعه..

وانه قد اصبح من المطرودين من جنة عدن..

ليبدأ رحلة الشقاء فى الارض..

و رويداً رويداً..

يكتشف ان الموت هو اول طريق للخلود..