كل عام وأنتِ أنا
أنتِ التى ماعدتِ لي، وأنا الذى مازلتُ أنتِ
ياعشقي الأبدى، يانفسي الأولى، وقِبلتي الوحيدة، وغرامي الذى ما انطفأ،
يا انكساري الأول، وملاذي الأخير، وطفولتي الثانية، وأمي التى ستظل أبدا أمي.
أذنتُ اليوم لنفسي برسالةٍ أخيرةٍ إليك
أُعلنُ بها موت ذلك الكيان الذى أوجدتيه،
واحتضار ذلك القلب الذى لا يزال يخفق باسمك،
وتلك النفسُ التى خطت كلماتها الأولي والأخيرة اليك.
حين أتيتُكِ كنتُ قد تعلمتُ الكتابة، وحين فقدُتكِ كنتُ قد تعلمتُ كيف أكتبُ نفسي.
يومَ ارتأيتُكِ لم أعد أرى في الوجودِ فتاةً سواكِ، ويومَ مُتِ أنتِ بداخلي لم يعد لي في بناتِ الكون أيٌ اشتهاء.
وداعاً يا نصف نفسي ومنبع دمي ومُستقر دمعي وكُلّ روحي.
وإن كُنتِ قد عنيتِ بحالي فإنى وربي قد افتقدتكِ عُمراً، ورثيتُ لفقدكِ رثاءَ الذات للذات، وبكيتُكِ بُكاء الثكلى لرضيعها الذى ما عاش مقدار ما قد ماتَ.
مضي ما مضي وجاء ماقد جاء، تبدّلتُ تحولتُ تغيرتُ كبِرتُ ومِتُ وليس بداخلي ثابتٌ إلاكِ.
مالي بحياةٍ ليس لي فيها دليلٌ يوصلُنى اليكِ ، ومابيني وبين الموتِ شيئٌ سوى أنى علمتُ بأن ليس للامواتِ إلى الأحياءِ سبيلٌ، فإن عِشتُ فما عيشي الا علي أملٍ، وإن مِت فقد قتلني الفقْدُ.