ولله الحمد مجتمعاتنا العربية غنية بالثقافات الأصيلة المحافظة والتي تأصل احترام الآخرين وقبلهم احترام الوالدين وإنزالهم منازلهم من البر والإحسان وكذلك ما للجيران من حقوق وغيرها وغيرها من الثقافات التي كان أصلها نابع من ديننا الحنيف علمنا إياها نبينا الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكذلك ما تعلمناه من آبائنا وأمهاتنا جزاهم الله عنا كل خير، وبعد ذلك ما تعلمناه في مدراسنا من معلمين أكفاء نكن لهم كل الاحترام والتقدير والدعاء .
والآن وفي ضل العصور الاحديثة والغزو الإعلامي الذي يتعرض له مجتمعنا يومياً أصبح هناك بعض التنازلات عن ثقافات وتقاليد قديمة كانت متأصلة في مجتمعنا فأصبحت العائلات المحافظة تحاول قدر المستطاع أن تحافظ على ثقافتها القديمة الأصيلة.
ما أردت الإشارة إليه في مقالي هو أنه لا مانع من أخذ ما لدى غيرنا من عادات وتقاليد إذا كانت لا تتعارض مع ديننا الحنيف وعادات مجتمعنا فعلى سبيل المثال لا الحصر، في السنوات العشر الأخيرة تزايد عدد أبناء وطننا الغالي الذين سافروا للبلاد الغربية مبتعثين من دولتنا وفقها الله من أجل إكمال تعلميهم و أخذ ما لدى الغرب من علوم وتقنيات واكتشافات فعاد أغلبهم بشهادات عالية مشرفة وكذلك بعضهم قام باكتشافات ودراسات في بلاد الغرب تم تكريمهم من قبل الجامعات التي درسوا فيها، فهؤلاء الطلاب العائدون بشهاداتهم عادوا وهم يحملون بعض العادات والثقافات منها الجيد والمفيد ومنها الغير مقبول ومن هذه الثقافات التي لم أكن أراها من قبل هي ثقافة تخص قيادة السيارات ففي الغرب السائق حديث العهد بالقيادة يتم وضع لافته أو رمز على مؤخرة السيارة يفيد بأن سائق السيارة هذه تحت التدريب وعليه فإن من يسير خلفة يضع في اعتباره بأن الذي يسير أمامه قد تصدر منه بعض التصرفات التي تغضب من يسير خلفه فيتقبل الوضع ويبتعد عنه. وغيرها من الثقافات التي ليس المقام هنا لحصرها و لست الذي يحكم على صحتها أم خطأها مثل ما انتشر بين الشباب من حمل الحقائب المتوسطة الحجم التي تحمل على الأكتاف وبعض موديلات اللبس الغربي وغيرها وغيرها من الثقافات المستوردة والدخيلة على مجتمعنا الغالي .
وليس الابتعاث والدراسة في الخارج هي الوحيدة التي كان لها التأثير على ثقافة شبابنا وفتياتنا فهناك الإعلام فيه الجيد وغير الجيد وهناك وسائل التواصل الاجتماعي اصبح لها التأثير السريع والقوي، فتجد نشطاء التغريدات واليوتيوب وغيرها وغيرها من وسائل التواصل التي جعلت من صغار الشباب هم قدوة لعدد كبير جداً جداً من الجيل الناشئ بغض النظر عن كون ما ينشرونه هو جيد أم رديئ .
وفق الله شبابنا وشاباتنا لما يحبه ويرضاه وحفظهم من كل الشرور والفتن إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد عليه من ربه أفضل السلام وأتم التسليم .