دارت لنا أيامنا بالحفاظ على أحباب ليتهم تقربوا, ليتهم أبعدونا عن العذاب, ليتنا أصبحنا أحبابهم, عفوا لنا نحن في مجالاتنا الاجتماعية غيرَ قادرين على الانعكاس في كل الاتجاهات الإرادية, عفوا لنا نحن الذين حاولنا بكل جهد إسعاد بعضهم وهم غير مهتمين, ليس عفوا لنا لأننا منغمسين في الانحطاط الفكري البريء وليس السيئ, في زماننا هذا لا وجود للبراءة زمن البراءة كان في الماضي ليس الآن فعقولنا وأفكارنا تخلفت عن الماضي بكثير فمن المستحيل أن نعرف ما الذي يجري حولنا بسهولةٍ أو لنعرف أين سعادتنا تكمن.
نحن شعب ساذج لدرجة أننا نسينا إلى ماذا أتينا لهذه الحياة ونسينا أيضاً تخلفنا عن كل شيء, ندير أنفسنا لأفكار تبعدنا عن سعادتنا وإذ سألنا أنفسنا هل نعرف أنه أمرٌ مشين؟ نجيب بنعم, فلماذا لا ندير أنفسنا بأنفسنا لا بأشخاص غيرنا تديرنا أين ما أرادوا, جميل ان نراكِمَ همومنا بجوار امانينا البائسة, لكن ليس من الجميل أن ننسى ما أتينا من أجله فبئسا لنا.
تباً لنا لأننا أبعدنا أنفسنا بدرجات وخيبة عن الغباء, لكي ننسى أي سترنا يكمن في هذه الحياة ونسينا أيضاً أنه مثل ما تعامل تُعامل, هل أنتم سعداء؟ استطيع أن أذكركم بأنه "إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ" إن كنت سعيد ببعدك عن الله فأعلم ان الحياة لك والآخرة له ولك حرية الإختيار, سوف ترى ما الذي كان يسعدك وسوف تعرف ان جميعها كانت بالأفعال الخاطئة ليست بالصحيحة, إجعل عذاب دنيتك بقربك من الله ليس ببعدك, همنا بأسفلنا الآن فكيف لنا ان نعرف من هو الله وإن نصحنا احدهم فيقول: (لا شأن لك)