في الوقت الذي يلتهي فيه العالم بتبادل الصور و الفيديوهات الارتجالية، في الوقت الذي صار فيه الاستثمار الوحيد للوقت يتمثل بتقليب صفحات وسائل التواصل الاجتماعي و ترك بصمة إعجابية أو رسمة كتابية، نجد أنفسنا نحن من هوينا القلم و عشقنا الورقة و صادقنا الكتاب، نجد أنفسنا ضائعين، تائهين ليس لنا من مكان و لم يعد لنا من هوية...
نحاول التأقلم مع مقتضيات العصر، و ندق بأصابعنا الهشة التي ما اعتادت إلا على حمل القلم و خط الكلمات، ندق على أحرف رقمية في لوحة مفتاحية على شاشة لمسية لهواتف ذكية...
نحاول بشتى الوسائل كسر عزلتنا الفكرية و تعلم الوصول إلى القلوب و الأرواح عبر تكنولوجيا مجردة و عوالم افتراضية...
نحاول التواصل و نسعى إليه، و لكنه مع الأسف بات وحيد المنحى و أحادي الاتجاه، و كأن العالم يقول لنا: "إن لم تتكيفوا و تتجددوا فلا وجود لكم على صفحاتي !"
نعم، لقد تكيفنا، و الدليل وجودنا على هذه المنصة و على الصفحات الفيسبوكية. و لكن يبقى ما يعزينا هو وقع كلماتنا و قدرتها على اختراق القلوب و تليين الأفكار و لو كان ذلك عبر شاشات حاسوبية و منصات تفاعلية!