لا يسقط ريشك وأنت طفل ، لا يهددك أحدهم بالضرب إذا لم تنتهِ عن فعل الخطأ ، لا تحفظ ملامح أمك عن ظهر قلب ، لا تشم رائحة الأشياء الجديدة عند شراءها.
إن العشرون سنة التي قضيتها من عمرك تجعلك تكتشف أنّ طفولتك لم تكتمل ، كانت هناك فجوة كبيرة ، لست أعلم ما هيّ لكنني موقِنة أنها أوسع من الثقب في طبقة الاوزون.
كيف لطفل أن يلحق بوالده وهو ذاهب الى الخارج ، يتذمر قليلًا ثم يتراجع ليصطحبه معه ، تخيل معي الموقف .. في تلك اللحظة تبكي الطفلة وتوَد الذهاب لكنّ والدها لم يمنحها فرصة التوسُل لرفقة أخيها الأصغر.
تُمنَع من إحتلال غرفة الألعاب التي تتخيلها غرفتها الخاصة ، كما لدى أخواتها ، هل راودك من قبل شعور الامتعاض حيال فترة عمرية ، ومن المفترض أن تكون من أجمل الفترات ؟
لا أعتقد ذلك ، ولا أعتقد أنه غير ممكن .. يوجد الكثير من الطرق التي تستطيع من خلالها أن تضغط على أحدهم ، يوجد العديد من الأساليب كالكلمات ، التي تستطيع بها أن تنهي كمال بهجته تجاه عمل بسيط اسعده.
الأشكال الهندسية ، التي تعلمناها في المدرسة ، هي في حقيقتها تقطن داخل عقلي ، هناك موسوعة من متوازيات الأضلاع ، والسداسيات والدوائر أيضًا ، والخطوط غير المفهومة ، نتيجة بلا سبب و سبب بلا نتيجة.
لوهلة تنجو من كل هذا الوهم الذي تعيشه وتنسى لغتك التي تتحدث بها ، حتى اللون البنفسجي الذي طالما تأملت السماء في الواحدة ليلًا رجاء أن يظهر لم يعد ذو أهمية.
ما يثير سخرتي تجاه ذاتي ، أنني مستمرة بالبحث عن كل مالا وجود له ، وأضع أنصاف الحلول ؛ كأن أبرر غضبي عندما استيقظت فجأة لأخبر كل من في المنزل بعدم رغبتي بالتحدث مع أيٍ منهم ، وسرعان ما قلت لنفسي أن القمر الليلة يكتمل ويقترب من الأرض ؛ حينها تصبح نسبة الجاذبية عالية مما يسبب ارتفاع ضغط دم الانسان ، هذا كله غير مهم ، ادركت في اليوم التالي ان ما اواجهه في كل وقت هي لعنة الوسواس القهري ، ولعنة المحيط الذي يجب ان يحتمل كل هذا الثقل الذي تسبب لي به.
-
نجّلاء .كاتبة , باحثة في دراسات الأديان ومتخصصة في مجال العلوم الإدارية.