يخيم الظلام ارجاء المدينة و الناس في مساكنهم نيام.. تدوي اصوات نعيق البوم لتضفي الي بعض النفوس نزيرآ للشؤم...
الليلة هي اولي الليالي التي تقضيها في منزلها الجديد لم تلق بالآ لما قيل لها عن ذلك المنزل المهجور فنفسها المحطمة بما يكفي اثرها ان تبقي في هذا المنزل الذي يخيم عليه طابع العزلة..
ليان امرأة حالمة في منتصف الثلاثينات ممشوقة القوام ذات عيون بنية واسعة و شعر اشقر حريري تنسال خصلاته علي وجنتيها برفق تضرب بها الامثال في جمالها الاخاذ..
كانت للتو قد حل بها التعب و الارهاق القت بجسدها النحيل علي مخدعها اغلقت عيناها الواسعتان برفق لتغفو بعدها في عالم اخر...
ليان اشتاق الي كثيرآ يا عزيزتي هيا تعالي برفقتي...
تشد علي كفيها برفق تنظر اليها و الخوف يعتلي قلبها:
لا لا انا اسفة لا...
تستيقظ من نومها فزعة يبدوا انها مصرة علي اتباعها في احلامها...
تعود برأسها الي الوراء حفنة من الذكريات التي كتمت اياها داخل قلبها الصغير ابية اياها ان تخرج الي النور...
كأي صبية في ربيع العشرينات من العمر كانت تحمل بقلبها الصغير وابلآ من الاحلام...
روح حالمة مرحة تبث الفرحة ارجاء الموضع لم يكن يدر احد ما بداخل قلبها من الالام...
منذ ان وعت عيناها علي الدنيا و هي لم تري عيناها قط والدتها... كانت تدوي الي اذناها ما قاله الجيران عن ان والدتها فرت و تركت صبيتها رضيعة لانها ضاقت ذرعآ بزوجها و لم يدر عنها اي احد امرآ من بعدها...
لم يعط لها فرصة لتدر الحقيقة لا تنسي تلك الليلة التي صدمها والدها بتلك الدخيلة التي حلت عليهم زوجة ابيها...
لا يا ابي و امي من هذه الدخيلة؟ انا اكرهك ايتها المجرمة..
صفعة قوية من والدها تضفي علي وجهها تنذرها اياها بوابلآ من الحزن...
اي ابآ هذا الذي لا يملك في قلبه ذرة رحمة يضرب صبيته الصغيرة من اجل امرأة مجرمة...
منذ الوهلة الاولي التي قدمت فيها تلك المرأة المجرمة و زادت معاناة ليان.. امرأة متحجرة لا تملك في قلبها ذرة رحمة كانت تعذب ليان بأبشع الطرق الفظيعة... كانت تقضي لياليها الشتوية وحيدة في غرفة مظلمة علي ارض باردة بلا غطاء... ذاقت اشكال الذل و الحرمان لم يكن يسمح لها الا بباقي الطعام البالي و ثيابآ ممزقة حياة لا ادمية انتهكت في حق الصبية ليان...كم حمل قلبها الصغير كمآ من الكره و الحقد لتلك المجرمة زوجة ابيها...
تذكرت جيدآ تلك الليلة المظلمة..كانت ليان عائدة من عملها.. رأتها تلك المجرمة و هي تدخل مصعد المنزل بكل جرم عطلت المصعد ... لم تكن ليان تدري انها قادمة الي مصيرها المحتوم...
المصعد متوقف عند الطابق الثالث ينفتح الباب فجأة تشعر ليان بالامل و لكنها فوجئت بتلك المرأة المجرمة التي اردتها قتيلة ...
تعود ليان الي ارض الواقع الان فهمت لماذا يخاف اغلب الناس كلما بصروها و يصرخون:
شبح......
تمت
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب