القائد الفعال يدرك أن قدراته وإمكانياته في تحقيق الهدف يعتمد على قدرته في التعاون والتشارك مع المحيطيين به، فالقيادة هي عملية تفاعلية من قبل الشخص الذي يمارس “التأثير في الآخرين” والأتباع، لهذا السبب، لذا على من يسعى للقياده أن يعمل على تعزيز وتنمية أفضل المواهب، وبناء علاقات الثقة الدائمة مع الاخر في محيط العمل، وتعزيز مبدأ وثقافة الالتزام حتى وإن غاب التسلسل الهرمي والسلطة، وهذا النمط من التفكير القيادي يعتمد على جذب وإلهام وإدارة المواهب، والقدرة على تطوير قادة آخرين قادرين على المتابعة واتمام المهمه بثقة عالية ورغبة وشغف لاتمامها باتقان في ظل أهداف طموحه وارادة واعيه للانجاز المتميز والمفيد. وحتى يتمكن القائد من إنجاح هذه العملية والعمل ضمن هذا النمط كان لا بدّ أن يكون الدور الأساسي والاعتماد على مبدأ اللامركزية في القيادة، من حيث النظر إلى الآخر، احتياجاته، عمله، وتفهم واقعه المعاش.
فالقائد المبدع هو الذي يفكر بوضوح بالناس المحيطين به، ليس فقط في قدراتهم الحالية وقوتهم وصراعاتهم، وإنما بالمقدرة على دعمهم ومساندتهم ليصبحوا قادة فعالين، هو القادر على تأهيلهم وتحفيزهم وتطويرهم والتأثير فيهم، إنه يخلق رؤية للآخرين ويساعدهم في تحقيق ذلك، هو الذي يضع نصب عينيه “التفكير بالآخر” ومساندته والنهوض به.
أما ما نحتاجه اليوم لإحداث هذا التأثير، أصبح من المهم أن لا يقتصر دور القائد على تحفيز الآخرين ووضعهم على المسار ولكن السير معهم والاخذ بيدهم وارشادهم والهامهم وتزويدهم بالمعرفة المتجدده وحثهم على استخدام سلوكيات ومهارات ابداعيه ضمن منظمة قيمية، فالقائد هو راعي القطيع يسهر عليهم ويسير بهم إلى المرعى الحقيقي، هو من يصغي إليهم، ويتفهم احتياجاتهم وطموحهم. فالقيادة الفعالة لا ترتكز فقط على تحقيق الأهداف، بل تسعى إلى كسب المحبة والثقة والاحترام.