الحياة تتغير فى كل لحظة أمامنا ، كل لحظة تختلف عن الآخرى، الزمن يتغير، وتتغير الاشياء من حولنا ، يأتى النهار بشروقها وضوؤها ثم يغلفها الظلام بكسائها المظلم ويعقبها تداول الفصول والايام ... فالتغيير مكتوب علينا سواءأردنا أم لم نريد ، فالتغيير من نواميس الكون
كل شىء فى تغيير مستمر ، حتى الفكرة التى تكتبها تتغير وربما تمحو ماتكتبه لأنها تافهة بنظرك ، فالافكار تولد وتزدهر ثم تذبل وتموت ، حتى العواطف تتوهج وتشتعل ثم تبرد ، حتى الشخصية تحطم شرنقتها مرة بعد آخرى وتتحول من شكل الى شكل ... !
حتى موقفك تجاه الحياة والقرارات التى تستخدمها فى تحديد مسار حياتك تتغير يوماً ما ، فالتغيير يسمح لنا بالنظرللأمور من زوايا مختلفة وأفق ليس له حدود ، التغيير يحدث فقط حين تفتح أنت قلبك له وتكن مستعدا لقبول التغيرات التى تعترض بطريقك ، فبدلا من الإسهاب فى كل ماهو سلبى ،فكر فى النتائج الإيجابية المحتملة ، فالتغيير نعمة يحمل فى طياتها الكثير من المفاجآت وتحول عالمك لمزيد من الأحداث التى ستدهشك والرغبة تجاه المزيد ، فقبول التغير يجعلنا أكثر قدرة على تقبل مايحدث فى حياتنا والنظر للتغييرات الذى يحمل بداخلها النمو والتطور ، فاذا توقفنا عن المقاومة وتقبلنا التغيير وتطلعنا الى تجربة حياتية جديدة فسوف تحدث أشياء طيبة
فالألم الذى سنعانيه إذا تغيرنا ، أقل من الألم الذى سنعانيه لو ظلت الأمور كما هى
د/ ابراهيم الفقى
علينا أن ندرك كيفية التعامل مع الأحداث بمرونة والتكيف معها بدون تعقيدات ، فالتغيير يسمح لنا بالنظر لأنفسنا وإدراك المعتقدات المقيدة التى تجعلنا نقف عند حافة الطريق وتمنعنا من الإستمرار وإكتشاف المزيد فى حياتنا
فى الماضى كنت أعتاد على التمسك بشدة فيما أريده ، فالتفكير القديم جعل حياتى مغلفة بسحابة من القلق والاحباط ، كنت ماأزال كما أنا بدون أن أواصل طريقى ، لكن فى مرحلة ما من حياتى أدركت وجود التغيير فى حياتى ، ففى اللحظة التى بدأت أسير فيها بخطوات جديدة لم أعتاد عليها ، شعرت وكأن الحياة تدب فى أوصالى من جديد ، شعرت بالنشوة والطاقة والحيوية والنشاط المستمر والرغبة فى الإستمرار وإكتشاف المزيد ، فالتغيير فى مسار جديد لم تعتاده يسمح لك للتعرض للمزيد من الفرص ...!
فالتغيير لابد منه سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه، فهو يسمح لنا التكيف مع الحياة بمرونة خارج التعقيدات ، فالتغيير يساعد على تغيير المعتقدات المقيدة وإستبدالها بمعتقدات جديدة والتصرف بطريقة مختلفة ، فعدم تقبل التغيير أمر ينافى تماما نواميس الكون ... فلا بد للتغيير أن يقع بإستمرار سواء توقعناه أم لا ، فإن لم تتغير فمن الممكن أن تفنى وتظل كما أنت ، ففى بعض الأحيان تتغير الأشياء ولا تعود إلى طبيعتها أبداً، ويبدو أننا نمر بشىء مشابه ، فالحياة تسير وعلينا أن نسير نحن أيضاً...!
" فاذا أدركت حقا أن كل الاشياء فى تغيير دائم ومستمر ، فستتعلم ألا تحاول أن تتمسك بشىء أكثر من اللازم " لاوتزه
فنحن نعيش فى عصر زاخر بالمتغيرات فهو عصر نتحرر فيه من الأفكار والمعتقدات القديمة البالية ، فإذا عزمنا على فكرة التغيير ، علينا أن ندرك الأنماط التى نتبناها ، فالإدراك هو بداية التغيير والتغيير هو بداية النمو .
-
samahأنقذتني الكتب من الرتابة والجنون والغضب وعلمتني الحب بل وأكثر من ذلك
التعليقات
دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ
مقال موفق, تحياتي