يرتبط في أذهاننا جميعا أعراض الانسحاب بمن يعالج من الادمان ، يفعل المخدر به فعل السحر عندما يدمنه ، يصبح عبدا ذليلا لمواعيد ادمانه ، ثم يثور البعض ضد هذا الذل فاول ما يلقاه أمامه أعراض انسحاب المخدر من جسمه ، كمن يقتلع خلايا مخه من جذورها ، الم لا يمكن وصفه بالكلمات...
فما بالك باعراض انسحاب الحبيب من الحياة؟؟
الحب الصادق كالطباعة على الورق ، روحان يمتزجان مع بعضهما ليكونا روحا واحدة ، يتعانقان في انسجام ليعزفا لحن الحياة بايقاعهما المتفرد السعيد ، تتباعد بينهما المسافات وكلا منهما يسكن قلب الاخر ، يرفعا رايات الحرب ضد كل عدو يريد التفرقة بينهما..
تعدو بهم الايام وهما يدا بيد ، اصابعهما متشابكة تشابك جذور الاشجار تصمد امام الرياح مهما كانت قوتها..
ولكن الفراق قدر على البعض ، ويا لتعاستهم الممتدة..
الان حان وقت الفراق ، يمضي كلا في طريقه ، فلابد ان ينفصل الحبر عن الورق ، والروحان الممتزجتان يهجران جسد الحب البالي ، والانغام تحزن وتكتئب ، تخلو القلوب من ساكنيها ويعلوها التراب ، تنكس رايات الحرب وتنشق الصفوف والتحالف يؤول الى زوال ، فهل من سبيل لكل ذلك!!
تفقد روحك شيئا فشيئا حتى تصبح كأوراق الشجر في فصل الخريف ، نسمة خفيفة لتصبح في مهب الريح ، بيتك الجديد هو الهواء بين السماء والارض ، تتذكر كل ما هو جميل وانت مفارق ، يرتسم شبح ابتسامة مؤلمة على شفاه باكية ، ويظل الحال كما هو حتى تشيب روحك قبل ان يشيب شعرك..
والمتأمل لحال الأحبة قد ينأى بنفسه عن هذه الاحوال الصعبة ويغلق باب قلبه ويضع كبرياءه نصب عينيه ، وقد يجد نفسه فجأة في شراك الحب وقد ينجح في الحفاظ على عهده لنفسه ، فلينتظر كل انسان قدره ولينعم بنعيم الحب عندما يحب وليصبر على مر الفراق عندما يفارق..
-
محمود عبداللهأديبا كبيرا لعلي أكون...