عاد إلينا شهر رمضان المبارك مرة أخرى ، أفضل الشهور عند الله ويجب أن يكون كذلك عند المسلمين ، فهو فرصة ثمينة لطلب التوبة من الله عما اقترفته أيدينا طوال السنة و فرصة كذلك للتقرب من الله و للتغيير نحو الأفضل روحانياً و نفسياً و جسدياً ، في كل عام من شهر رمضان ألاحظ بعض الأمور و السلوكيات الخاطئة تتكرر بين الناس باستمرار ، و سأذكر أهم هذه الأمور بصورة بسيطة و سلسة و مفهومة للجميع إن شاء الله
الأمر الأول يتعلق بمفهوم العبادة ، يتصور الكثير منا أن أعمال شهر رمضان مقتصرة على الأعمال التعبدية فقط مثل الصوم و الصلاة و قراءة القرآن وغيرها ، صحيح أن هذه العبادات مهمة جداً لكن يجب أن لا نضيق من مفهوم العبادة لدينا ، فالإنسان على سبيل المثال يستطيع التقرب إلى الله عن طريق ممارسة الرياضة في شهر رمضان لما لها من فوائد كثيرة تعود على جسم الإنسان ، فاللجسد حق على الإنسان ، فالفكرة هنا أن مفهوم العبادة أشمل بكثير مما يتصوره الناس .
الأمر الثاني يتعلق بفكرة منتشرة بين البعض مفادها أن شهر رمضان مقتصر فقط في فترة النهار ، ففي الليل يمكنك أن تعود إلى ارتكاب الذنوب كالسب و الشتم وغيرها ، وهذه فكرة ساذجة جداً لا أدري من أين وصلت إلينا ، فشهر رمضان يكون على مدار اليوم كله وليس لفترة معينة فقط ، بل الأكثر من ذلك في فترة الليل يزيد الثواب و كذلك العقاب أكثر من فترة النهار ، بدليل ليلة القدر فالله لم يخصص هذه الساعات المباركة في النهار بل جعلها في الليل .
الأمر الثالث يتعلق بالطعام ، و هذا الأمر بدأت بالتفكير به فقط منذ فترة قصيرة ، وكنت اتسائل كيف يكون شهر رمضان الذي يجب أن نكون صائمين فيه ، كيف يمكن أن يكون هذا الشهر الأكثر إنفاقاً على شراء الطعام من جميع الشهور ، أنا لا أريد أن أقول أننا يجب لا نأكل شيئاً ولكني أقول أن علينا في أسوء الأحوال نأكل بعتدال فالله لم يأمرنا بالصوم إلا لأنه في مصلحتنا ، و يا ليتنا نأكل كل ما على سفرة الطعام ، فنحن لا نكتفي بإعداد الكثير من الطعام بل ونزيد على ذلك بعدم أكلنا لكل هذا الطعام و بالتالي يتم رميه ، هذا في الوقت الذي فيه الكثير من المسلمين لا يملكون ما يسدون به جوعهم عند الفطور .
الأمر الأخير يتعلق بما يرسله الناس في شبكات التواصل الإجتماعي ( السوشل ميديا ) ، عندما تشاهد ما يرسله الناس من حكم و أحاديث و آيات و مقولات أخلاقية تظن لوهلة أننا مجتمع مثالي ، لكن ما إن تخرج من بيتك و تحتك بالناس ترى أن أغلبهم لا يطبق ما يكتبه ، بل على العكس فهناك فئة ترسل أمور معينة و في الحياة الواقعية تجدهم يقومون بعكس ما أرسلوه ، كأن يكتبوا عن الصدق و هم في الحقيقة أقرب للكذب من الصدق ، وهكذا نجعل من مجتمعنا مجتمعاً منافقاً بامتياز ، مجتمعاً يقول مالا يفعل ، والله يقول كتابه { يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } [الصف: 2]
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
التعليقات
للاسف الشهر الكريم اصبحنا نرى فيه اشياء سيئة , و للاسف يتم التحجج بالصوم .
فنجد الموظف يهمل عمله و الناس ينفعلون لأتفه سبب و يبررون ذلك بـ ( معلش , اصلنا صايمين) و كأن الصوم حجة للافعال السيئة
مقال جميل . بالتوفيق .