الحياة تملؤنا السعادة احيانا والحزن احيانا اخرى لكن السعادة لا تتطلب قوة احتمال فكلما زادت زاد حبنا للحياة. إنما الحزن لا يأتي الا فيما يكسر ويطعن الانسان في العزيز من الناس والأشياء.
يمر على الإنسان أيام من الصعب أن تمحى من الذاكرة ولقد صادفت يوم منهم.
كنت في عملي أعد إحدى المشاريع الكبيرة استغرقت فيه بضعة أسابيع وكان هذا هو اليوم الأخير.
ذهبت إلى بيتي منهكا فنمت نوما عميقا كاليومين السابقين ولم اتصفح هاتفي كعادتي كل مساء منذ ذلك الحين.
في صباح اليوم التالي تصفحت الرسائل على الهاتف فوجدت رسائل من رقم لا اعلمه.
لحظة ..إنه ذلك الهاتف الغامض الذي كان يؤرقني في عملي حتى أنني حظرته لئلا يزعجني.
يا إلاهي!!
المتحدث أنثى. المخاطب حبيبها.
* منذ ثلاثة ايام *
_ محمد...
لماذا لا تجيب..
انا في اشد الحاجة اليك وانت تصدني..
ارجوك يا حبيبي عندي من الكلام ما لا اطيق كتمانه عنك..
محمد..
* أمس *
صورة بعنوان الوداع
* الوداع *
حبيبي محمد...
ثلاث سنوات مرت منذ أن افترقنا. كنت أنا المتسلطة المغرورة ، بكبريائي وعنادي قررت أن افقدك ، لم أكن أعلم حينها أني فرطت في روحي بل أنت أغلى من روحي. أعلم أنك تحملت في حبي الكثير ووهبت لي قلبك لم تكن لتشاركني فيه بنت أخرى كما يفعل سائر الرجال لكنك كنت الاستثناء من القاعدة.
قررت أن أقطع كل ما كان يربطني بك. ألعن نفسي عندما أتذكر كيف فعلت ذلك في أثمن ما أمتلك!!
شئ واحد لم استطع التخلص منه هو رقم هاتفك ظل محفورا في ذاكرتي كأن ذاكرتي انقلبت ضدي.
أريدك أن تعلم بأني الآن مجروحة جرحا غائرا لا يداويه إلا أنت.
جرحت نفسي بنفسي عندما فقدت حنانك الغامر وعطفك الشديد..
و حضنك الدافئ فلم اكن اشعر بالامان الا فيه..
عندما كنت تصر ان تتشابك ايدينا وسط الناس والزحام غير عابئ بكلامهم فتعلن لهم اني ملكك وحدك وليسخط منكم من يشاء..
عندما كنت أضن عليك بمشاعري دلعاً ولوعةً وأنت هو أنت ، تسكرني بكلام العشق والغزل ، كنت تحب عيني الزرقاوتين ، لم أحب عيني كما أحببتهم أنت..
إني أحبك وسأظل أحبك إلى آخر لحظات حياتي..
وداعاً يا حبيب عمري..
حبيبتك إسراء..
***
قرات هذه الكلمات وأنا حزين عليها غضبان من نفسي لأني لم أجيب عليها منذ ثلاثة أيام ، ساهمت بلا شك في قطع الوصال المنشود.
اتصلت على الهاتف مرات عديدة لكني لم استطع الوصول إليها خلال أسبوع من الاتصالات إلا في اليوم السابع...
- السلام عليكم من بالهاتف؟
صوت امراءة تجيبني...
- أليس هذا هاتف إسراء؟
- بلى إنه هاتفها ولكنها نائمة من أنت؟
- أنا أدعى أدهم وتلقيت رسائل من إسراء متوهمة أني محمد ، كانت تتصل بي ولم استطع أن أوضح لها هذا رقمي الجديد ولست من تقصده.
فاجئتني رسائلها الحزينة عن فراقها لمحمد..
فأردت أن أوضح الأمر لا غير...
تنهدت السيدة تنهيدة كبيرة ثم قالت:
- نحن ممتنون جدا لاهتمامك ، محمد هو خطيبها السابق وكانت تريد الرجوع إليه منذ فترة طويلة ولم تستطع الوصول له إلا رفم هاتفه الذي كان مغلقا منذ عدة أشهر.
- معذرة سيدتي فأنا أسمع نبرة حزينة في صوتك..
- حاولت إسراء أن تتخلص من عذابها ونحن الآن في المشفى..
- شفاها الله وعافاها..
- شكرا لك.
تأملت كثيرا حال هذه الفتاة وهذا الشاب ممن كتب عليهم الحب عذابه أكثر من هناه ، قلوب صريعة الهوى تهوي بحياتهم إلى بئر الحزن السحيق ، بئر لا قاع له، حياة بطعم اللاحياة ، الجسد على الأرض والروح خارجه تبحث عن أليفها ، ترى أأفتح قلبي لأحب أنا الآخر فأهنئ به ممن هنؤا أم أباعده فلا يصيبني ألمه وحزنه..
سأتخذ قراري...
سأفتح باب قلبي ولكن...سأحاذر...
-
محمود عبداللهأديبا كبيرا لعلي أكون...
التعليقات
اعجبني التسلسل بالافكار ..رائعة حقا قلوب صريعة الهوى تهوي بحياتهم إلى بئر الحزن السحيق ، بئر لا قاع له، حياة بطعم اللاحياة ، الجسد على الأرض والروح خارجه تبحث عن أليفها ، ترى أأفتح قلبي لأحب أنا الآخر فأهنئ به ممن هنؤا أم أباعده فلا يصيبني ألمه وحزنه..
سأتخذ قراري...
سأفتح باب قلبي ولكن...سأحاذر...
نصيحة مني دع باب قلبك مواربا احسن