كنت جالس في احدى المقاهي صباحا في وقت انتهاء اليوم الدراسي، فرأيت طلبه المدرسه الابتدائيه يخرجون من احدي المدارس الحكومية . جلست أنظر اليهم و اتذكر ايامي التي قضيتها في مدرستي، و لكن و أنا جالس في هذه الاجواء الطفوليه لفتت نظري احدى الفتيات،فتاة لا يتعدى عمرها الثمانية سنوات ذات جسم ضئيل و وجه تملؤه براءة الطفوله يتحلى بابتسامه تحدها غمازتين .و لكن ما لفت نظري حقا هو أنها كانت ترتدي حجاب يحد وجهها من الجانبين . حجاب واسع كبير لا يليق بفتاة في عمرها كانت تحاول أن تهذب من حجابها حتى ترى ما بجانبها فسألت نفسي.كيف ترتدي فتاة في عمرها رداء علي رأسها يكاد يكون أطول منها؟ فإن كان الحجاب عفة فعن ماذا قد تتعفف فتاة لا يتجاوز عمرها الثمانية سنوات؟ و إن كان فرضا فكيف يكون الفرض فرضا على غير البالغ و اليس من الافضل ان يؤدي الإنسان فرضه لربه لا أن يرغم عليه من اهله ومجتمعه؟ وإن كان رداء الاطفال للحجاب تقليدا وعرفا ،ألم نبلغ من الحضارة أن نترك من أعرافنا ما يضرنا ولا يجد للعقل طريقا . اننا وصلنا لزمان لا نعلم فيه عن ديننا شيء إلا ما وجدنا عليه أباءنا و اجدادنا .في زمان كان رجال الدين فيه محكومين و اصحاب المصالح حاكمين.فنجد من رجال الدين من هم جوعي و من هم مترفين ، من هم جهله و من هم عالمين و من هم اخذوا من الدين سبيل لاتباع أهوائهم . لقد تركونا لاجتهادنا ليس لنا ما نتيقن منه إلا وجود الله خالقنا و الموت. لقد خلقنا الله عاقلين لنفكر و نجتهد لنجد الطريق في زمن الفتن. لست من من يدعون التدين و لم يهدني ربي للالتزام ولست من من تعلموا من الدين الكثير لكي اتحدث عن ما ليس لي به علم لكني ما زلت اظن ان طريقنا لفهم الدين ما زال طويلا و ما خلقنا من ثوابت و نسبناها للدين قد يكون سبب هلاكنا. ديننا يحتاج منا ان نتفكر و ننظر نظره طويله لما ارتكبت ايدينا و لننسب أخطائنا و أهوائنا لأنفسنا لا لديننا. الدين المعاملة و صورتنا تمثل ديننا لشعوب تنظر الينا نظرة اشمئزاز.نحن شعوب نسيت ذنوبها و فرضت الزهد و الاحتشام علي ضعيفها.