عام مضى و عام اخر سيأتي ليمضي و المشهد العربي لا زال المشهد المعهود قتل هنا و تشريد هناك و نسمات بطولة يغردها الشهداء في غزة و سوريا و مصر و لا اعلم هل اضيف اليمن و العراق و ليبيا لان الصورة في هذه البقاع اصبحت مشوشة في ذهني و سألتزم حكمة لا حكمة فيها مفادها كف الالسنة في انتظار بديل لهذه الالسن المكفوفة
بعد غياب طويل عن قناة الجزيرة وجدت نفسي و لأول مرة غير مشتاق لها بقدر اشتياقي لمشاهدة الرسوم المتحركة بجانب اختي لعلي في تفاعلها مع تلك الرسوم أحيي طفولتي التي ضيعتها مشاهد سجن ابو غريب و مذابح صبرا و شاتيلا .... المهم استرقت بض النظرات لتلك القناة التي يقول عنها طواغيتنا انها اعلام موجه يخدم مصالح اجنبية اذ انها تستقي من الاخبار نقاط ضعف بلدانهم و تقوم بإذاعتها او ليس هذا دور الاعلام او ليس هذا دور السلطة الرابعة التي تبحث دائما عن نقاط الظلام لكي تنورها فلا تجد غير الظلام فتصبح شمعتها غير قادرة على تحمل ذلك الكم الضخم من العتمة بعد متابعتي لتلك الاخبار القاحلة التي تتابع بخفة في مشهد يخيل لك انك كأنها صفعات موجهة من حبيب قمت بتحطيم فؤاده الواحدة تلو الأخرى و انت في دهشة من امرك لا تملك سوى المشاهدة فقد فقدت الاحساس بخديك لتصبح الصفعة كيفما كانت قوتها لا تؤثر الا في لون جلدك العقل شارد يحاول ربط هذه الاحداث بشخصه كيف ان شيوخنا و قدماء محاربينا يلصقون هذا التقهقر الذي نحن فيه بنا كيف وما دورنا نحن من هذا التقهقر.؟؟ هل السبب راجع لتخلفنا الثقافي ام لعقمنا التكنولوجي ام لرداءة المنتجات التي نصنعها ام اننا اخترنا المسار الاقتصادي الخطأ ؟؟ كيف ان دولا عربية اصبحت تستفبد من زلات دول عربية اخرى؟؟ و كيف ان عدم نجاح الثورات بمعنى عدم نجاح الديموقراطية هو حافز نمو للدول التي لم تكتمل فيها الثورات او التي حظيت بنوع من الاستقرار؟؟ اظن ان ازمتنا هي ازمة ثقة تربت فينا منذ الصغر فاصبح قانون الغاب يحكمنا بمسميات تزييفية للحقائق كأننا وضعنا له مساحيق تجميل تلك التي يضعها الفتيات و هن قادمات الى الجامعات مساء كل يوم دراسي في غرابة المشهد الذي رسم في مخيلتي ابتسم و انا امام الشاشة لأسلم لأختي اداة التحكم و اتجه الى خطبة الجمعة لعلها تكون في رتابة ترجعيني الى حالة الخمود الفكري الذي تعودت عليه
-
ELAmadassi ahmedطالب جامعي فاعل جمعوي وناشط سياسي