في هذا المجال الذي يتقاسمه التعساء
نستفيق كل صباح ونحن نطارد أملا للنجاة
ذلك الأمل يطل علينا من أبراجه العاجية
أحيانا نتسلق إليه فنسقط ونلوم أنفسنا
فيسطع عذاب الضمير من جوانا
حياتنا تبدو وكأننا في سباق
سباق مع الزمن مع الوظيفة مع الموت...
نضحك قليلا ونتذكر أن شيئا يلاحقنا
فتنسدل الشفتين
نريد أن نعبر أن ننتفض
لكن صوتا في داخلنا يلجمنا
ننجذب لقول الفقيه وهو يعدنا
بأنهار اللبن والخمر والحوريات
وبفرح غامر وحبور على صدرنا
متى هذا يا فقيهنا؟
يجيب بكلمة "هناك"
هناك حيث طردنا أول مرة
هل ألومك يا آدم يا أبت؟
وأنت يا حواء يا أمي
لماذا أغريت أبي؟
ما أن يروح علينا الفقيه
حتى نسمع ضجيج نيتشه
مات الإله!؟ مات الإله؟!
وماركس يتهدد على الفقيه
ونحن نشد بتلابيبه
يقول: لماذا تبرر؟ لماذا تبرر؟
الدين أفيون الشعوب
ما أن تنقشع الجلبة التي أحدثها ماركس
إلى أن نعود لنصلي وراء الإمام
وكم نبغض صاحب ربطة العنق
ذلك المتعجرف الذي يطل علينا من شاشة التلفاز
نعلم جميعا أننا نرزح بسببه
لكنه قدر من الله
هناك من سينتقم لنا
أليس المسيح من وعدنا بالخلاص؟
ما قولك يا نيتشه؟
يا عدو المسيح
التفت نيتشه إلينا وقال:
أخلاق العبيد؟!
ألم تموت عليلا يا نيتشه؟
أين أخلاق القوة؟
استيقظت مفزوعا...
اتركوني أشرب كأس ماء