لم تكن هناك فرصة للذهاب فى نزهة ذلك اليوم .
اصبحت ابنته اكبر و اصبحت متطلبات الحياة اكبر منها نكثير .
اعتاد ان يكون هذا اليوم سعيد مرح ,ياخذ ابنته فى الصباح الباكر من المنزل ,فى يدها عجلة صغيرة ملونة بالوان تصر الناظرين ,حين تلمح الاصفر متداخل مع الاخضر على المسند و تزين المقود شرائط بنفسيجية .ظل مبتسماً لما تذكر ظروف تركيب تلك الاشرطة .
و اتسعت ابتسامته اكثر و اكثر حين عادت الذكريات به الى ابعد من هذا , الى يوم شراء تلك العجلة بعد حصولة على منحة فى العمل بعد تعب و سهر و طول انتظار المكافاة . لم تكن مكافاته هو بل مكافات ابنته التى اصبحت الاولى على صفها _الصف الثالث الابتدائي_ كم يتالم قلبه الان وهو ينظر الى تلك العجلة المركونه على جنب الطريق .
كم تتغير الحياة يا ابنتى اصبحتى اليوم فى االخامسة عشر و لم يعد يوم الجمعة (يومنا المميز ) مع بائع الجرائد و عم حسن بائع الفول و صاحب محل السمك .
اليوم اصبح يومى انا وحيداُ ساعياً وراء لقمة العيش , دوامة الحياة طالت و اتسعت حتى شملت يوم اجازتى الوحيد ,و ها انا اسير فى اسبوع جديد فى جمعة خديدة الى العمل.
اصبحت مثل الدابة معصوبة العيينين سارح فى الملكوت لالتقط فتات الحياة .