إذا كنا لا نستطيع حماية أطفالنا من هذا اللاصق بنا، أقصد الهاتف المحمول، بل ولا نحمي أنفسنا نحن بدءا، فكيف ننتقد من يسمع أو يشاهد ما يُبَث به، أيا كانت طبيعة هذا المبثوث، فقط لأننا لا يروق لنا، ولن يروق لنا قطعا، ما يميل إليه هو؟ لنفترض أنه يتابع درسا دينيا لداعية ما، هل من حقنا أن نتخذ منه موقفا عدائيا؛ ترى، في حالة معاكسة، ماذا لو كان ما شده هي خطبة لينين؟ أليس هذا الرجل من سلف البولشفيك؟ وقد اندحر واتخذت الرأسمالية أشكالا أطالت عمرها، حتى أصبحت متوحشة، تطحن العالم؟ وزد قس على ذلك. إنما السؤال الذي أكرره لِمَ أيها المثقف العربي ماتت كل محاولاتك في تحديث مجتمعك؟ لم لخصت كل الفلسفات الغربية، ولم تصغ لك فلسفة مستمدة من تاريخك الفكري؟ اكتسح أطفالنا العالم الافتراضي، فنسوا الأرض التي يسيرون عليها، نسوا كثيرا من واقعهم العربي الاسلامي، وبات منهم من يلحد لغته.
-
نورالدين البودلاليمهتم بالقضايا التربوية، والترجمة التربوية خاصة، وبالقصايا الفكرية