دائما يهاجمني هذا التساؤل بإلحاح : لماذا اصبح واقعنا مر هكذا ، التخلف يطارد امتنا هنا حروب اهلية و هنا ازمات اقتصادية ، تخلف وفقر وهوان هناك . اجيب على هذا تساؤل بالطريقة التي يجيب بها اغلبنا : الاحتلال خلف هذه الترسبات ، ايادي اجنبية تسعى لتحطيمنا ، حكومات فاسدة تنهب خيرات الامة وتسعبد شعبها وووو.
اعود من جديد لاشغل عقلي والوم نفسي على هذا التفكير و استذكر قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11] مابالنا لا نعالج اهم عيب فينا الا وهو مقاطعة الكتاب الذي كان ويظل خير جليس .اصبح من النادر في زمن طغت فيه التكنولوجيا ان تجد شخصا يحمل كتاب وينير عقله بما فيه . حتى زبدة المجتمع من الطلاب الجامعيين لا يقرأ احدهم كتابا الا في اطار انجاز بحوث اكاديمية تجده ملزما على انجازه وهدا ما يجبره على قراءة الكتاب لنقل المعلومات لا لفهم معناه و التعمق في محتواه الاستفادة منه .
بالله عليكم ان كام هدا تفكير الطلبة المثقفين كيف سيكون تفكير باقي الامة ، ونحن نعلم انا الامم لا تتطور الى بالقراءة والعلوم وخير دليل على ذلك ما وصلت اليه الدولة العباسية لما فتحت مجال العلوم .وما وصلت اليه اوروبا اليوم بعد ما ترجمت كتب العلماء العرب التي اهملناها نحن واستفادت منها .
واليوم نحن نرى العالم يتطور يعلو من حولنا ونحن لازلنا في حفرة ظلماء لا نعرف السبيل الى الخروج منها .والمفتاح بسيط بايدينا وهو كتاب ينير عقولنا .
انه لوضع مؤسف يدعو الى اطلاق صفارة الانذار وتسخير كافة العقول في البحث عن حلول لهذه المعضلة .