عرفتُ من البشر قليل و كثير
فالناسُ ضروب يظهرون
فمنهم واعِ وتجدُ السَّمير
ومنهم هراء خواء لا يفقهون
فاحترام الآخر بالناس جدير
يُنصفُ القول وبه يوزنون
وابحث بالحديث عن النظير
تجد راحة البال فيما يقولون
واغفر لقول الجُهَّال الحمير
التافهون وعن الصواب غافلون
فالزَّبد في حديثهم وفير
وبقذى الحديث يُفتنون
فأدب الحوارِ جميلٌ منير
يُديم الحديث وبه شجون
وأُناس تلقاهم كما العبير
تُعجِبك أقوالهم حين يتحدثون
و آخرين تجدهم كما البعير
يلقون بكلامهم جُزافا يتشدقون
وبين هذا وذاك فرق كبير
يُدركه من هم للحديث سامعون
و آخرين تجدهم كما الفقير
قليلوا الحيلة و للوضع ناقمون
و اصحاب حضورٍ كما الهدير
يطربوك صوتاً حين يُجالسون
ينتقون عباراتهم بتدبير
بكل احتراف وباحترام يُعاملون
وإن طرحوا فكرة كمالمسامير
يطرقونها بألسنتهم رفقاً وبفنون
فلا الناظر فعلا يَملُّ السدير*
و لا يُثقل السامع أبداً كماللجون
و قومٌ تراهم كمالوقير*
مترددون ضائعون و تائهون
سائرون في طريقهم الوعير
و لا يُخطئ كشفهم السامعون
هنيئاً لمن كان بالضاد قدير
يصفون به حالهم وما يشعرون
اللهم جنبنا نار السَّعير
فشتَّان بين خَلْقٍ ومن يَخْلِقون!
* السدير: منبع عين الماء
*الوقير : ذليل و مهان
بقلم: سامر رضوان حميدات