إن البناء الأسري اذا تأسس على مبدأ الترهيب وإحتكار سلطة الرأي من طرف القوة الكبرى في الأسرة والتي تتمثل في الأب والأم .. فإن تلك القاعدة التي تظهر في بدايتها صلبة وتستطيع أن تخضع الأبناء لقراراتها لاتلبث أن تتحطم لأن مبدأ السلطة يسقط بمجرد وصول الأبناء إلى مرحلة النضج الجسدي والفكري فيتم رفض قانون القوة.. وللأسف غالبا ماتكون لغة الرفض مشابهة لنفس القانون الذي تم به ترببة الأبناء أي قانون القوة...
إن الإبداع في تربية الأبناء يقتضي منا إستقراء كل الأوضاع والسياقات المحيطة بأبنائنا فلا توجد قاعدة ملزمة تابثة في تربيتهم وبرغم من وجود أصول تابثة ومزتكزات قارة في التربية الصحيحة إلا أن التغيرات المجتمعية تنتج لنا ظواهر مختلفة وجديدة وبالتالي تجليات لإضطرابات نفسية وسلوكية تقتضي من الآباء حسن التعامل معها والا فإسقاط أساليب التربية القديمة على هذا الجيل سيخلق لهم الكثير من المتاعب.
لدى نقول أن تربية الأبناء في عصرنا الحالي تتداخل فيها مجموعة من العوامل المؤثرات الخارجية كالاعلام.. الوسط الاجتماعي و مواقع التواصل الاجتماعي و الاوضاع الاقتصادية والسياسية وغيرها من العوامل .. التي تستلزم منا أن نكون أكثر حرصا على التقرب من أبنائنا وسماعهم و حبهم حبا لامشروطا والا فلت الزمام من بين أيدينا 🌹🌹
بقلم
ذ. منير هدوبة
مدير الأكاديمية الدولية للتدريب والاستشارات النفسية والاسرية