أنا لستُ منهم...
أنا رجل لا أجيد التّسكّع قرب خيام الكذب..و لا أجيد الوقوف أمام أبواب الخيانة..
أنا لا أستطيع أن أقول لها أنّي أراها قمرا ساطعا و أزرعها نجما في قلب السّماء .. لا لشيئ إلاّ لأمتصّ رحيق شفتيها..
أنا لا أقوى أن أكتب إسمها على جبين السّماء..لأضمن ولاءها إلى حين أعثر على حبيبتي و توأم روحي..
أنا لا أتشبّه بملوك الغزل لأصيد الحجل..
لستُ أنا الذي يدهن روحها بالعسل..إلى حين ألتقي بالعسل..
نعم..أحمل حقيبة تجاربي العاطفيّة..فهمتُ من خلالها ما أريد و ما أعشق و كيف هي التي سأحلّق معها وسط غيوم الأحلام..
و لكن أبدا لم أدخل مدارس الحب و أنا أحمل بين حنايا ضلوعي لؤم الذئاب و خبث الثعالب..
لم ألبس أبدا أقنعة لا تُمثّلني..و لا أخرجتُ من شفتاي حروفا لا تُشبهني..
أنا لستُ من أتباع القطيع و لا فرسا في زحام الخيول..
المرأة ..أم و أخت و بنت..
و أنا في بحثي عن حبيبتي..سافرتُ إلى أقطار نفسي..و دعوتُ ربّي..
و إلتقيتُ بوجوه لا تُشبهني فتركتُها..مع أنّني كنتُ قادرا على أن أوهمها بأنّها هي الحياة و الرّوح..لا لشيئ إلاّ لأشبع غرائز ذكورتي..
و لكن لا..
أنا لا أريد أكل النّساء..و لكن أريد إمرأة هي كلّ النّساء..
دخلتُ أبواب مدن و خرجتُ من أبواب..و لكن في كلّ مرّة كُنتُ أحمل تجربة و أترك لها كبرياء النّساء .. و أرسم على شفتيها إبتسامة تقول يا ليتني كنتُ توأم روحك..و لكن لا بأس ستجدها و سأجده..
الصّدق من شيمي فإما أن تكون هي.. أو لا تكون..
كتبتُ عقدا مع نفسي و راجعتُه بندا بندا..
أنا لا أرمي بشباكي و أنا أخطّط لقتلها بعد حين..بل لأبحث عمّن تُعانق روحي و ترتقي معي إلى سماء الحب الحلال..
أنا لا أتخبّط على رمال حبّها و في نيّتي أن أحرق عينيها بحبّات الرمال.
أنا لا أتسوّل على أرصفتها و في نيّتي أن أسرق كلّ غال لديها ثمّ أختفي مع أدراج الرّياح..
أنا لم أكن يوما شهريار..أُذوّب في نار العشق أجساد النّساء..و لا أتلذّذ برُؤية ضحاياي الكثار..
أنا لستُ إلاّ رجلا يبحث عن حب عميق يكون مُباركا من السّماء..
أنا لا أريد إلاّ أن أكون أفضل نسخة للرّجال..
فيديو بقلم وصوت..خديجة بناصر